منتديات بحراني كوول

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

احلى منتدى لاحلى زوار


    رواية بعنوان:آهات -بقلمي عن مرضى السكلر.

    avatar
    أجود بدر


    عدد المساهمات : 1
    تاريخ التسجيل : 28/01/2014

    رواية بعنوان:آهات -بقلمي عن مرضى السكلر. Empty رواية بعنوان:آهات -بقلمي عن مرضى السكلر.

    مُساهمة  أجود بدر الثلاثاء يناير 28, 2014 10:45 pm

    آهات :


    -آهات مكسوره ,واحبال صوتٍ قد تمزقت
    صرخاتٌ من عدم
    وأملٌ قدتحلل ..
    آلامٌ لاتتوقف ..
    لكن العزيمه والاصرار والسير للأمام رغم الصعاب
    رغم شده الالم يخفف من شد المعاناه ولو قليلاً-

    سأروي لكم هنا عن أُناسٍ إحتواهم المرض وقطع أوصال قلبهم ,
    عن أُناسٍ .. ذاقوا مرارة العذاب , وأي عذابٍ هذا الذي ذاقوه ؟
    -في المستشفى وفي جناح مرضى السكلر بالتحديد-
    تتعالى اصوات الصرخات والانين في هذا الجناح , أنينٌ يقط القلب ,جناحٌ واحدٌ فقط لمرضى السكلر , الذي يتعدى عددهم 18 الف نسمةٍ (تقريباً) في مملكة البحرين!!
    جناحٌ واحدٌ للنساء (جناح 62)
    وجناحٌ اخر للرجال (جناح 61)
    لهذا الكم الهائل من مرضى السكلر
    والبقيه يتواجدون في الطوارئ , لعدم وجود أسره تكفيهم
    -ماهو السكلر؟(فقر الدم المنجلي)(السكلسل) .
    هو مرضٌ ينتقل بالوراثه , مرضٌ يشابهه ألم الولاده , مرضٌ يعادلُ تكسر كم هائل من العظام .. مرضٌ قاسٍ , المصابين بهذا المرض لديهم عزيمةٌ لايمكن تصورها ,قوةٌ هائله تسري في عروقهم , هذا الألم الذي يقاسونه , لاتتخيلونه ولا أستطيع انا وصفه لكم حتى..
    *الجناح 62*
    في احدى الغرف تتواجد فتاه اعتادت عليها الممرضات , لكثرة مجيئها للمشفى , هي الاخرى أصبحت حافظةً لأسماء الممرضات , وتعرفُ كُل زوايا المشفى .. وكل مايحدث بداخله , اصبح المشفى بيتها الثاني .
    -زهراء:فتاةٌ تبلغ من العمر 18 عاماً , عيناها واسعتان , بيضاء كبياض الثلج وشعرها أسود كسواد عيناها , هزيلهُ الجسم .
    الممرضه:السلام عليكم , زهراء كيف أصبحت الان؟
    زهراء(بأنين وصوتٍ لايكادُ يُسمع):بخير أنا بخير
    الممرضه:لايبدو عليك هذا؟
    زهراء(والدموع تتجمع بعيناها):لابأس ! حقاً انا بخير.
    الممرضه:حسناً.
    زهراء(بين نفسها,تخاطب مرضها)"لماذا اليوم أشتددت عليّ ايها القاسي؟ أنت تؤلمني كثيراً؟"
    ماريا-الراقده بجانبها-:ماذا بك تحدثين نفسك مجدداً؟
    زهراء(ببتسامهٍ مكسوره):لاشيء!
    -استدعت الممرضه الدكتور لانها لاحظت شدة ألم زهراء-
    الدكتور:السلام عليكم زهراء, ماذا بك؟
    زهراء(وقد بان الالم في عيناها):انا بخير
    الدكتور:لايبدو ذلك!
    زهراء:لابأس
    الممرضه:اظن ان علينا إعطائها إبره
    الدكتور: نعم ولكن بعد 4 ساعات
    الممرضه:ولكنها تتألم؟
    الدكتور:ليس بوسعي فعل شيء هذه هي القوانين
    -رحل الدكتور ومعه الممرضه-
    ماريا(تحادث زهراء):ينتظروننا 4 ساعات لنتعذب ثم يعطوننا هذه الإبره
    زهراء(أغمضت عيناها):الشكوى لله
    ماريا(تحادث احدى الراقدات بجانبها):مِسكينه زهراء , في كل مره أمرض فيها اراها موجودةٌ هنا؟
    ريم : انا ايضاً لاحظت ذلك؟ وتحدث نفسها كثيراً
    ماريا: نعم لاحظت ذلك ايضاً!!
    - نام الجميع وكالعاده لم تنم زهراء وظلت تحادثُ نفسها-
    زهراء"امم لقد اختفى الالم قليلا ؟ اين هو؟ لقد إشتقت له!"
    -استيقظت ماريا على صوت زهراء-
    ماريا: ماذا تفعلين عزيزتي؟
    زهراء: لاشيء
    ماريا: ألن تنامي؟
    زهراء:لاوقت لدي
    ماريا(اكملت نومها)
    زهراء"سوف انام الان , لقد انزعجت احداهن اتمنى ان تزورني غداً ولو قليلاً"
    -في صباح اليوم التالي مع اصوات الانين داخل جناح مرضى السكلر-
    الدكتور: أصبحت بخير؟
    زهراء: نعم
    الدكتور: جيد اذا سنضعك هنا للتأكد من صحتك يومان وتخرجين بعدها
    زهراء(بنكسار): واعود اليوم التالي مريضهٌ مرهٌ اخرى؟
    الدكتور:لا اتمنى ذلك.
    زهراء(مبتسمه):لكن هذا ماسيحدث.
    -خرج الدكتور-
    ماريا(تحادث زهراء):بما أنكِ أصبحت بخير , وانا كذلك وريم ايضاً , ما رأيك ان نخرج بعد يومين ؟
    زهراء: إلى أين؟
    ماريا: أي مكان!
    زهراء: أتظنون انني ساكون بخير بعد يومان؟
    ريم: إن شاءالله! تفائلي قليلا !
    زهراء: أنا متفائلةٌ كثيراً,ولكن هذا ماسيحدث !!
    ريم: لن يحدث!
    زهراء: حسنا حسنا لن يحدث .
    -في هذا اليومان تحسنت حال زهراء كثيراً-
    الدكتور(والسعاده تغمره):هاقد اصبحت بحال افضل , وسوف اعطيك الرخصه الان!
    زهراء(ابتسامه مؤقته): شكراً
    -خرجت زهراء وكانت ماريا وريم بانتظارها-
    ريم: الحمدلله على السلامه
    ماريا: بانت ملامحك اخيرا
    -ماريا: فتاةٌ شقيه هي الاخرى مصابه بفقر الدم المنجلي , ولكن بدرجه اقل من زهراء ,طويله ورشيقه ,روحها مرحه , تبلغ من العمر 19 عاماً.
    -ريم: فتاةٌ هادئه لاتحب الفوضى مهذبه في التعامل مع الاخرين , لاتملك العزيمه , محبطةٌ طوال الوقت .. ولكنها تساعد الناس وتحثهم على العزيمه , وهي لاتملكها ,طولها جيد,عيناها صغيرتان لونهما مميز, تبلغ من العمر 18 عاماً.
    زهراء:اين ستذهبون؟
    ماريا:لكل مكان تتمنينه
    زهراء(بسعاده):حسناً,
    -ذهبت زهراء لتبشر اهلها بعودتها وهم بشروها بالكم الهائل من الاعمال المنزليه التي لاتستطيع القيام بها لمرضها-
    ام زهراء:هل تحسنتِ؟
    زهراء:أجل كثيراً
    أم زهراء:إذا اذهبي للمطبخ وإغسلي الاواني , وبعد إنتهائكِ , اذهبي للعليه ونظفيها لم ينظفها أحدٌ منذُ مده , وانا سأذهب لمشوار ولن أعود إلا غدا!
    زهراء(بصدمه):ولكن؟
    أم زهراء:ولكن ماذا؟
    زهراء:لاشيء , حاضر
    -بعد خروج أم زهراء , اتصلت زهراء لماريا واخبرتها بأنها لاتستطيع المجيء لأن عليها تنظيف المنزل وترتيبه-
    -بعد ربع ساعه تقريبا سمعت زهراء صوت الجرس-
    زهراء:من؟
    ماريا:انا ماريا وريم!
    زهراء:تفضلو!
    ماريا:شكراً!
    زهراء:ولكنني قلت لكم أنني لا أستطيع المجيء؟
    ريم:إذا تعاونا في تنظيف المنزل ثلاثتنا سنستطيع إكمال الاعمال في وقت اسرع!
    ماريا:ونستطيع أن نخرج بعدها!
    زهراء:ولكن ليس عليكم مساعدتي؟
    ماريا:لابأس
    ريم:نعم نحن نريد ذلك!
    زهراء:شكرا لكم حقاً
    -بعد ساعه كامله من العمل الشاق , استطاعوا ان يكملو تنظيف المنزل-
    ماريا(بفرح):هيا يمكننا الان الخروج
    زهراء:نعم
    ريم:هيا اذهبي وبدلي ملابسكِ لننطلق
    زهراء:حسناً
    ريم(تحادث ماريا):ألا تظنين ان هذا قاس قليلاً؟
    ماريا(تهمس):بل كثيراً جداً!!!
    ريم:لا أعتقد أن اهلها يعرفون مرضها جيداً!
    ماريا:بل أنا متأكده من ذلك , لأنهم لوكانوا يعرفون مرضها , لما جعلوها تقوم بهذه الاعمال وهي للتو خرجت من المشفى
    زهراء(مقاطعةٌ لحديثهم):عن ماذا تتهامسان؟
    ماريا:لاشيء
    زهراء:إذا هيا
    ريم:اجل هيا
    -في السياره-
    زهراء:غدا سوف يوقضوني صباحاً وسيسقبلوني جيداً
    ريم:جيد اذا
    زهراء(ضاحكه):سيستقبلوني بالملابس والشراشف لأغسلها , ولتنظيف المطبخ الذي لم ينظف منذ ذهابي للمشفى , وترتيب غرف أخوتي وأخواتي , ومتابعه أختي الصغيره في الدراسه , بالاضافه للعديد من الهدايا الاستقباليه المميزه ,
    ريم:لماذا انتي فقط؟
    زهراء:لانني المريضه , وعلي العمل بجهد حتى يزداد ألمي .
    ماريا:ألا يعرفون مرضك؟
    زهراء:لا لايعرفون شيئاً عن معاناتي
    ماريا:اخبريهم اذاً؟
    زهراء:لا أملك الوقت .
    ماريا:سنخبرهم اذاً؟
    زهراء:لن يصغوا
    ريم:لما؟
    زهراء:لن يصغوا وفقط!
    ماريا:لم أكن أظن ان هناك أناسٌ غافلون عن مرضنا
    زهراء:هناك الكثير!, انا لم أكن أظن أن هناك أناسٌ يفهمون مرضنا!
    ريم(ضاحكه باستهزاء):أين وزارةُ الصحه؟
    ماريا:وزارة الصحه؟ماذا ترتجين منها؟
    زهراء:سلوني أنا التي عشت بينهم
    ماريا:هاه؟
    ريم:لم أفهم
    زهراء:منذ صغري أعاني من هذا المرض , أضل في المشفى بالاشهر , أنا لم أعش طفولتي كما ينبغي! يلعب الاطفال من حولي! ولكن أنا لا! حرمتُ من أشياء كثيره , واهمها أن أعيش طفله كما يعيش الاطفال !!!!
    ماريا:جميعنا عشنا هكذا
    زهراء:نعم ولكنني عشت حياةً قاسيه , بين أسرة لاتفهم معنى ألمي!ولا أصدقاء مثلي.
    ماريا:ها نحن بجانبك
    زهراء:بعد ان انتهى كل شيء..
    ريم:بل أن كل شيء سيبدأ الان!
    زهراء(تسرح بعيدا وتتذكر ذلك الماضي وبدون أي أحساس كانت تحكي لهم معاناتها):قلبي لم يعد قويا كالسابق!كنت ارغم على اللعب وامي كانت تسميني الكسوله لانني لا ألعب مع الاطفال الذين من عمري,كنت أرهق نفسي مجبرتا حد الالم!!لم يبالو أبدا بمرضي,يرهقونني يتعبونني وعندما أسقط مريضةً عندما أبكي وجعاً يصرخون علي ويسمونني بالمتظاهره بالمرض كي لا أعمل ! ولكنني حقاً لم أكن أتظاهر كان الالم يسري بعروقي بغزاره , كالسم القاتل في أحشاء قلبي!ولكن لم يكن أحد يتفهم تلك المعاناه , حتى كساني الصمت فالكلام لن يفيدني بشيء ابدا.
    ريم:لابأس تحملي..
    ماريا:نعم كوني قويه
    زهراء:أنني اتحمل ,أنني أتظاهر بالقوه
    ماريا:كوني قوية حقا,لاتتظاهري بالقوه
    زهراء:لا املك القوه
    ريم:زهراء!
    زهراء:إتخذت المرض صديقا لي,اشتاق له حين يرحل,واعاتبه حين يأتي.
    ماريا:ماهذا الجنون؟
    زهراء:ليس جنونا, بل انني اتخذ مرضي صديقا لأتعايش معه قدر المستطاع.
    ريم:إنه الجنون بأم عينيه!!!
    زهراء: إنه كما ترونه.
    ماريا(تنظر لريم نظره غريبه)
    زهراء:إلى اين سنذهب
    ريم:المنتزه
    زهراء:حسنا
    ريم:أكملي؟
    زهراء:أكمل ماذا؟
    ماريا:أخبرينا عن صديقك هذا؟
    زهراء:إنه معكم ايضا دعوه يخبركم عن نفسه
    ريم:نحن لسنا مجانين
    ماريا(ضاحكةً):كيف هو معك؟
    زهراء(ببتسامةٍ عفويه):جيدٌ جداً ,يحبني جدا ,بقي معي طويلاً ,لايرحل بعيداً, دائما ما أشكي له الحال منه, ويعتذر .
    ريم(مستهزئه):ياله من طيب.
    زهراء:ليس طيباً على الاطلاق!
    ماريا:إذاً؟
    زهراء:إنه قاسٍ جداً ,مثلكما تماماً.
    ريم:ماذا؟
    زهراء:أعرف جيداً انكما تزتهزئان ولكن لابأس..
    ماريا:نحن نمزح فقط
    زهراء:أعلم,لابأس بذلك حقاً
    ماريا:اتشعرين بالتحسن؟
    زهراء:نعم قليلاً.
    ريم:يبدوا ان الجو باردٌ جدا!
    زهراء:سانزل لإستنشاق الهواء
    ريم وماريا: حسنا
    -ريم وماريا لاتزالا في السياره-
    ريم:اشعر بالأسف لحالتها
    ماريا:أنا ايضا.
    ريم:لا أحد يهتم بها ,انهم يقودونها للموت لا أكثر

    -عند زهراء-
    زهراء:حياتي جميلةٌ جدا,نعم انها جميله ..
    روان(احدى الزميلات القداما لزهراء):زهراء!!!!
    زهراء(بفرح):مرحبا روان!! لقد كبرتِ جداً
    روان:أنت ايضاً,وذبلتِ اكثر
    زهراء:لم امت بعد
    روان:نعم ارى ذلك,كيف هو صديقك؟
    زهراء:بخير أصبح اقرب مني الان.
    روان:جيدٌ أذا,اتيت مع من؟
    زهراء:صديقتاي الجديدتان ماريا وريم
    روان:مصابتان ايضاً؟
    زهراء:نعم
    روان:كما عهدتك
    زهراء:نعم,لم اتغير
    روان:ولكن أرأيت؟ لم تموتي بعد..
    زهراء:إذا قريباً
    روان:غبيه
    زهراء:صديقي اخبرني بذلك
    روان:هو غبيٌ ايضاً
    زهراء:أشعر ان الهواء قد تسلل لعضامي
    روان:الجو باردٌ جداً اليوم, اه منك لاتعتنين بنفسك ابداً
    زهراء:لا أملكُ وقتاً
    روان:يجب عليك الاهتمام بنفسك!
    زهراء:لاحقاً
    روان:يالكِ من عنيده
    زهراء:تعالي عليكِ بالتعرف على ريم وماريا
    -عند ريم وماريا في السياره-
    زهراء:مرحبا اعرفكم على زميلتي القديمه روان.
    ريم:اهلا ادعى ريم
    ماريا:وانا ماريا سعدت بلقائكِ
    روان:إلى اين ستذهبون لاحقاً
    ريم:مطعم ما
    زهراء:تعالي معنا روان
    روان:لدي الكثير من الاعمال,عذراً لا أستطيع
    زهراء:حسناً اراك لاحقاً
    روان:قلت انك ستموتين؟
    زهراء:ربما لا
    روان:حسنا
    -بعد ذهاب روان-
    ريم:تموتين؟
    زهراء:عندما كنا مع في الصف الثالث الإعدادي اخبرتها انني سأموت عندما ابلغ من العمر  18 عشر عاماً ولكنني لم أمت بعد.
    ماريا:ماذا؟ اتريدين الموت؟
    زهراء:لا بكل تأكيد ولكن نحن المصابون بفقر الدم المنجلي(السكلر) اعمارنا ليست بطويله
    ريم:عليكِ الاهتمام بنفسك فقط
    زهراء:ولكنني لا احب الاهتمام بنفسي
    ماريا:يالكِ من غريبه
    زهراء:الوقت يمر سريعاً
    ريم:كم الساعهُ الآن؟
    زهراء:الثالثةُ والنصف
    ماريا:سيتقدم لي ابن عمي غدا
    زهراء:يالكِ من محظوظه
    ماريا:ليست كذلك,ربما يكون حاملاً للمرض,او مصاباً مثلي
    زهراء:نعم,أنتِ محقه
    ريم:وإن كان كذلك,لابأس إذ كنتِ تريدينه!
    ماريا:لا!
    زهراء:لابأس؟ هل انتِ مجنونه؟
    ريم:نعم لابأس!
    زهراء:وعندما تنجب اطفالاً؟ ويصابون بفقر الدم؟ ويتألمون كما نتألم؟ لابأس بذلك أيضاً!
    ريم:ولكن
    زهراء:غداً سيأيها غيره,لابأس بأن تضحي
    ريم:انتِ محقه
    ماريا:نعم
    -كان اليوم حافلاً وجميلاً خصوصاً بالنسبةِ لزهراء فهذه المرةُ الاولى التي تخرج بها برفقةِ أحدهم-
    زهراء(متألمه):اه عدت من جديد
    ام زهراء:إلى أين ذاهبه؟
    زهراء(بنبرة الم):للمشفى
    ام زهراء:تعالي إلى هنا قليلاً
    زهراء:ماذا؟
    ام زهراء:أجلسي
    -وكان ابن خالة زهراء وخالتها جالسان-
    زهراء:مرحبا.
    محمد:زهراء كيف حالكِ؟
    زهراء:لست بخير
    ام زهراء(غاضبه):زهراء؟
    زهراء:عذراً ولكن أسرعوا سأذهب للمشفى
    محمد:المشفى؟لماذا؟
    زهراء:إنه بيتي الثاني!الم تخبرك أمي؟
    ام محمد:على العموم نحن جئنا لخطبتك لإبني
    زهراء:ألست حاملاً للسكلر؟
    محمد:بلى!ولكن لابأس بذلك
    زهراء:لابأس؟
    محمد:نعم فأنت سليمه
    زهراء(نظرة لأمها):لست كذلك بل انا مصابه,وأيضا لا آتي للمنزل كثيراً أغلب وقتي اكون فالمشفى.
    ام محمد:ماذا؟ منذ متى؟
    زهراء:منذ أن كنت صغيره كنت مصابه!
    أم زهراء:مصابة بالسكلر؟ لابأس بذلك
    محمد:لابأس؟
    -فالحقيقه أم زهراء كبيرةٌ فالسن ولا تعرف لهذه الامور لذا زهراء لاتناقشها غالباً.
    محمد:سأخذك انا للمشفى
    زهراء:لاشكراً أنا أذهب وحدي
    ام محمد:أرجوكِ يا إبنتي
    زهراء(بألم):حسنناً
    -في السياره-
    محمد:زهراءظلماذا لم تخبرينا
    زهراء:عن ماذا؟
    محمد:عن مرضك هذا
    زهراء:لم يكن مهما ان اخبركم..
    محمد:ايالكِ من عنيده
    زهراء:لابأس
    -محمد يبلغ من العمر 20 عاما طويل القامه ,وسيمٌ جدا , ويقدر الآخرين.
    محمد:هيا بنا
    زهراء:لاداعي لنزولك ايضا
    محمد:بلى
    -عند دخولهما-
    احدى الممرضات:زهراء مرحبا بك الجو باردٌ بالامس لابد أنه قد اثر على صحتك.
    زهراء:نعم
    ممرضةٌ اخرى:زهراء يبدوا انكَ لست بخير
    زهراء:قليلاً
    ممرضةٌ اخرى:زهراء يالكِ من فتاة دائماً تهملين نفسكِ
    الدكتور:مرحباً زهراء توقعنا حضوركِ فالجو شديد البروده
    محمد(متعجباً):ماهذا الجميع يعرفك هنا؟
    زهراء:نعم قلُ لكم إنه بيتي الثاني
    محمد:إلى أين؟
    زهراء:غرفتي,ألم اخبرك انه بيتي؟
    محمد:ماهذا!
    الممرضه:مرحبا,من انت؟
    محمد:ابن خالة زهراء
    الممرضه:اهلابك ,هذا جيد احدهم اهتم اخيراً
    محمد:كيف حالها؟
    الممرضه:لم تمت بعد,إذاً هي بخير
    محمد(متنهداً):ماهذا الهراء
    زهراء:يمكنك الذهاب الان
    محمد:حسناً
    الممرضه:يبدوا أنكِ تعبه , تحتاجين للإبره
    الدكتور:تعرفين القوانين ايتها الممرضه
    الممرضه:حسنا
    زهراء(انينها يصل لآخر الممر):اه اه اه ماهذا الالم ,إنها أول مرةٍ أشعر فيها بهذه القسوه..
    -بعد اسبوع من المعاناه-
    الممرضه:أخيراً أصبحت بخير
    زهراء:نعم,أشكركِ,وداعاً
    -عند عودتها للمنزل-
    أم زهراء:زهراء هيا سنذهب مع العائلة لمنزل ام سليمان ز
    زهراء:لا أريد الذهاب
    أم زهراء:قلت هيا سنذهب!!
    زهراء:حسناً
    -في منزل أن سليمان كان جميع المكيفات مفتوحه مع المراوح مع أن الجو كان بارداً-
    زهراء(تشعر بالالم):هل يمكنك أطفاء احد المكيفات
    ليلى:لا إننا نشعر بالحر الشديد
    ريو:أنت دائما تشعرين بالبرد منذ أن كنتِ صغيره
    زهراء:الجو باردٌ جداً,أنا لا أتحمل هذا
    ريو:يالكِ من ضعيفه
    زهراء:ضعيفه؟
    ريو:نعم لاتتحملين شيئا أبداً!
    -احضرت ليلى كوبا ساخنا وسكبته على زهراء-
    زهراء:هل أنت غبيه؟
    ليلى:ألا تتحملين المزاح أيضاً؟
    ريو:لا تتحمل شيءاً
    ليلى:يالها من مزعجه
    -ذهبت زهراء للسيارة سريعاً لتجفف نفسها-
    زهراء:يالهم من اغبياء!!!يسعون لموتي؟ألا يعلمون كم أعاني مما يفعلون؟
    -كانت تلك أول مره تغضب فيها زهراء لهذه الدرجه وبدأت بالبكاء الهستيري,و إتجهت للبحر-
    زهراء:إنني تعبةٌ جداً (":
    ريم:زهراء! ماذا تفعلين هنا!ومابكِ تبكين؟
    ماريا:زهراء انتِ هنا أيضاً؟
    ريم:ماذا بكِ تكلمي
    زهراء(بصوتٍ متقطع):أخبروهم,أن المرض قد طغى علي .
    أخبروهم,أنني لم أعد أتحمل.
    أخبروهم,أنني لم أستطيع أن أتظاهر بالقوةِ أكثر.
    اخبروهم,أنني أنني أنني .. ألوم الجميع.
    أنني أتألم بسبب الجميع.
    ريم:ماذا تقولين؟ من هم؟
    زهراء(وهي تبكي):وزارةُ الصحه وقراراتها!والذين لايبالون بمرضنا!
    ماريا:الله معكِ عزيزتي ..
    زهراء:عندما أموت أخبروهم انني الومهم جميعا.. وأنني مُت بسببهم جميعاً,انني لم أعش حياتي سعيدٌ مثلهم بسببهم.
    ريم:زهراء!
    زهراء(سقطت على الارض):نعم أخبروهم أنهم السبب في أنني لم أكن طفلهً كالاطفال,وأنني لم أكن شابةً كالشابات وأنني لن أكون أماً كالأمهات ,ولن أحب مثل الجميع.
    ماريا:فلنأخذها للمشفى!
    زهراء:ن..نعم لم أعش كما عاش الجميع.
    -ضلت زهراء تبكي طول الطريق وعند الوصول للمشفى إنهارت-
    ماريا:زهراء!!!!
    ريم:زهراء أرجوكِ كوني قويه!
    الدكتور:انتظروا لايوجد سرير فاضٍ الآن!
    ريم:ستموت!
    الدكتور:أنا أسف.
    زهراء(تتكلم بصعوبه):لاتملكون ضميراً!
    الدكتور:لا نملك ضميراً؟
    زهراء:نعم..لاتملكون ض..ضميراً
    الدكتور:إذا أخرجي لن نعالجكِ
    زهراء:أتقصد "اخرجي لن نقتلك؟"
    الدكتور:اخرجي!لابد أنك تتضاهرين بالمرض لأخذ الابره.
    ريم(بصراخ):لم تتضاهر؟
    ماريا:اتصد الابرة التي تسلبها حياتها؟
    زهراء(بصوتٌ يقطع الاورده):ن..نعم سأموت بسببكم..أنني أتألم بسببكم..وأحتضر بسببكم..وأعتصر بسببكم..عضااامي..جسدي الهزيل..أنفاسي المتقطعه..روحي المنكسره..قوتي المسلوبه..لا أستطيع مواصلة ال..التحمل كلا لا أستطيع.
    الدكتور:أدخلوها العنايه ستسبب بفضيحه لنا.
    زهراء:حان الوداع يا..ياصديقي سأشتاق لك .
    ريم:من؟
    ناريا:أي صديق؟
    زهراء:إنه المرض..الذي قضى ..عليّ.
    -أنهارت مجدداً ولكن هذه المره للابد-
    ماريا:لقد ماتت بسببكم ماهو شعوركم؟
    ريم:ماتت بسبب أهمالكم,المعتاد
    ماريا:اما نحن,فننتظر دورنا
    الدكتور:دوركم بماذا
    ماريا:نحن أيضاً مصابتان بالسكلر,ننتظر دورنا للموت بين ايديكم.
    الدكتور:تتهموننا بالقتل؟
    -رحلت ريم وماريا تاركين جثة زهراء تتكلم-
    أم زهراء:ماذا؟
    ريم:نعم.
    أم محمد:كيف.
    ماريا: نحن المصابون بفقر الدم المنجلي ..نموت بأي وقت.
    أم زهراء:لماذا؟
    ماريا:لأننا مصابون بفقر الدم المنجلي؟
    محمد:زهراء..لقد تحملت كثيراً
    ريم:زهراء..
    ماريا:كنتِ قويه جداً..

    تمت,

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء مايو 08, 2024 2:20 pm